يمثل القلق خط الدفاع الأول عند تعرض الإنسان للخطر أو التهديد، يرفع الجسم مستوى الدفاعات الداخلية لتفادي تلك الأخطار، حيث يزيد من هرمونات الجسم وضغط الدم وحركة العضلات وجعل القلب والرئة يعملان بكفاءة أعلى وإفراز سكر الجلوكوز المخزن لتغذية مختلف الخلايا واكتساب الطاقة، وعند زوال الخطر فإن الجسم يرجع إلى حالته الطبيعية.، في حالة تعرضك للقلق والتوتر المستمر عليك باتباع هذه الأساليب السريعة ومعرفة أفضل الطرق لتقليل التوتر اليومي.
Contents
تقليل التوتر اليومي
في حالة تعرضك للقلق المستمر، وعلى الرغم من زوال سبب القلق، فإن الجسم يظل في حالة دفاع وقلق وهذا يؤذي الجسم على المدى للطويل ويسبب التهابات مزمنه في أماكن متفرقة من الجسم، كما أن ذلك يعمل على تفعيل الجهاز المناعي طوال الوقت وهذا يزيد أمكانية الإصابة بأمراض كفقدان الذاكرة وأمراض القلب والسكتات الدماغية.
أفضل الطرق لتقليل التوتر اليومي
عليك بمحاربة القلق عن طريق اتباع واحدة من هذه النصائح السريعة والتي تتلائم مع رغباتك وحالتك المزاجية في هذا الوقت، ومنها محاولة النوم بعمق:
أفضل طريقة لتقليل القلق هو النوم العميق المريح لمدة لا تقل عن 7 ساعات يوميا لترك الفرصة للمخ والجسم في تجديد الطاقة والنشاط اليومي مرة أخرى، مارس طقوس يومية تساعد على الاستغراق في النوم مثل الاسترخاء سماع الموسيقى الهادئة
مارس الاسترخاء والتأمل
الاسترخاء عكس القلق، حيث تتنفس ببطء وبراحه، وتكون دقات قلبك هادئة ومنتظمه، وهرمونات القلق والتوتر في أقل مستوياتها، لتصل إلى حالة الاسترخاء عليك
بممارسة تمارين التنفس، أن تقوم بأخذ نفسك في 10 عدات ثم تقوم بإخراج النفس في 10 عدات أخرى
- تخيل أنك في مكان جميل هادئ مثل أن تسترخي وتستمتع بوقتك على الشاطئ أمام
- أمواج البحر الزرقاء أو أن تجلس في مكان ملئ بالخضرة والورود.
- تخيل أدق التفاصيل مثل لون السماء صوت الأمواج أو صوت العصافير
- ورائحة البحر أو الورود، وإحساس النسيم العليل على جلدك ونقاء النفس الذي تأخذه.
مدد عضلاتك
عند القلق، تكون عضلاتك على وضع الاستعداد للحركة السريعة ويصل إليها الدم بالأكسحين والغذاء بكميات كبيرة، وتكون في وضع مشدود، لذلك عليك أن تجلس أو تمدد جسمك كله، وأن تترك عضلاتك كلها تتحرر وتفك تماما.
- باعد أصابع قدمك ويديك عن بعضها.
- قم بفرد ذراعيك.
- افرد رجليك وحرر نفسك من أي شد عصبي أو عضلي.
تأمل وأرح ذهنك
نقصد بالتأمل هنا أن تستحضر وجودك في اللحظة الحالية، في بعض الأحيان تحاول أن تفرغ عقلك مما يشغلك ولكنك لا تقدر، وتظل الأفكار تتزاحم في عقلك وتفكر بها مرارا وتكرارا. لذلك التأمل هو أن تعيش اللحظة الحالية وأن تكون صافي الذهن خال من أي تعكير أو تشويش أو تفكير في أي شيء آخر مثل أن:
- تشرب كوبا من الشاي وأنت تشعر بحرارة الكوب على أصابعك.
- تشعر بتدفق الشاي داخل فمك وطعمه على لسانك
- ثم تأخذ نفسا عميقا وتخرجه بهدوء.
- أو أن تأخذ شاور وتشعر بتدفق الماء على كل جزء من جسدك.
- وكأن تساقط كل قطرة ماء من جسدك تمثل سقوط الأفكار والأمور التي تسبب لك الضيق والقلق والتوتر.
انطلق للتمشية أو التريض
على الرغم من أن التمشية أو الركض يعتبر رياضة. ويمكن أن نذكر فوائدها في تنشيط الدورة الدموية، وفي تقوية عضلات الرجل، وتخفيف حمل الجسم عن الركبتين، وتمرين لاستقامة العمود الفقري، ولكن سنتحدث عنها من جانب نفسي وكيف أنها وسيلة للكثير من الناس يلجأوون إليها في أوقات ضيقهم، ولتفريغ ما بهم من شحنة غضب أو قلق أو توتر
فعند التمشية يستنفد الجسم ما به من هرمونات التوتر والقلق، كما أن عضلات الجسم تتحرك وتتحرر من أي شد عضلي أو عصبي. ويبدأ الجسم في إفراز هرمونات أخرى تساعد الجسم للاسترخاء والراحة، في حالة التمشية في مكان هادئ ملء بالخضرة والورود فإن ذلك يساعد على تصفية الذهن.
قلل من الأصوات المزعجة في محيطك
الأصوات العالية تملأ محيطنا خاصة في الحياة المدنية الحديثة، تمنعك الأصوات العالية من رغبتك في الهدوء وتصفية ذهنك، كما أنها تزيد من إفراز هرمونات التوتر والقلق، لذلك عليك محاولة البعد عنها، وإن كان ذلك صعب قم باستخدام سماعات عازلة للصوت.
تحدث إلى نفسك بإيجابية
النقد الذاتي سيئ للغاية، مثل أن تقوم بثقب السفينة من الداخل فإنك تقوم بأذية نفسك داخليا، على النقيض يمكنك أن توجه نفس الكلام لنفسك ولكن بأسلوب يجعل منه كلاما بناء يحفز، النقد الذاتي أو التقليل من شأن نفسك يزيد من إفراز هرمونات القلق والتوتر ويجعل جسمك متحفزا وفي حالة غير مريحة، عند توجيه كلمات تشجيع وتحفيز لنفسك يعمل ذلك على تهدئة نفسك والتركيز وصفاء عقلك.
مثل قولك لنفسك: يمكنك فعل ذلك، أنت ذكي وقوي وقد فعلت أشياء أكبر من ذلك.
توقف عن تضخيم ما يقلقك
عند حدوث مشكلة ما، أو أن هناك أمر يشغل تفكيرك ويعكر صفو حياتك، يكون هذا الأمر متضخم وكبير جدا في عقلك، ولكنه في الأصل وعلى أرض الواقع صغير في القيمة والأهمية. لذلك عليك أن تجلس مع نفسك وتفكر في قيمة الأمور التي تضايقك، هل هي تستحق ذلك؟
عند قدرتك على الإجابة على ذلك السؤال ستجد نفسك قد هدأت وارتاحت أعصابك
وقلت هرمونات التوتر. وعليك أن تعي جيدا ما يفعله التوتر بجسمك والأمراض التي يسببها مستقبلا، ذلك قد يعلمك أهمية أن تهدأ وتضع الأمور في مكانها الصحيح.
المساعدة أفضل الطرق لتقليل التوتر اليومي
تدفعنا الحياة الحديثة إلى مصطلح”الفردانية”، أن تعيش وحيدا مستقلا معتمدا على نفسك. ولكن الأمور لا تسير هكذا، فالإنسان لم يخلق على الأرض ليعيش ويموت وحيدا، بل ليعمر الأرض ويبني الأسرة والمجتمع. أبسط الأشكال في المجتمع هي أن تجد من تقدر أن تأتمنه على سرك أو أن تطلب الاستشارة من صديق أو أبيك أو أمك أو زوجتك أو أخيك. وأن تقدر أن تفض ما في ذهنك، وتشارك ما يؤلمك أو يفرحك.
الوحدة وحش يتغلغل في المجتمعات حاليا، ويتم الترويج له بأنه استقلالية واعتماد على النفس، مما أدى إلى كثرة الأمراض النفسية كرد فعل عكسي في المجتمعات. فكمْ من مرة عندما كنت تشعر بالضيق والتوتر تحدثت وعبرت عما يزعجك حتى شعرت بالراحة والسكينة وتمكنت على الابتسام مرة أخرى. لا تقس على نفسك، لست وحيدا، وإن لم يستطع أحد من دائرتك الخاصة أن يساعدك لا تتردد في استشارة طبيب مختص.
الامتنان من أفضل الطرق لتقليل التوتر اليومي
كثيرا ما تواجهنا الصعوبات وتعصف بنا المشاكل وتدور علينا دائرة الدنيا. ويكون الإنسان في أضعف حالاته، لا يشعر بقيمة ما يملك وينظر لما فقده حتى يصل لمرحلة فقدان ما يملك. فيعرف قيمته بعد زواله. الامتنان وشكر النعمة هما سحران بمجرد أن تتفكر في شيء تملكه وتكون ممتنا لوجوده وتحمد الله عليه. فإن نفسك تهدأ وتسكن وتجد لسانك يكثر من الحمد لله وشكره على عظيم نعمه والثناء عليه -سبحانه وتعالى-.
- امتن لقدرتك على شرب الماء والشعور والاستمتاع بمذاق الطعام الطيب الشهي.
- امتن لوجود أحبائك معك.
- امتن لقدرتك على قراءة هذا الكلام.